|
مسلح سني في طرابلس خلال الاشتباكات الأخيرة | بيروت - بدأت حركات وتنظيمات سنية في شمال لبنان في تشكيل تكتل عسكري ينتظر أن يطلق عليه جيش "14 آذار" (تيار الموالاة) أو "جيش السنة" للتمكن من "مواجهة" حزب الله في بيروت ومناطق أخرى، بحسب تصريحات متواترة لشخصيات معنية بتشكيل هذا الجيش. ويأتي ذلك التطور على خلفية الأزمة السياسية اللبنانية التي انزلقت إلى معارك مسلحة بين المعارضة والأكثرية النيابية أسفرت عن سيطرة حزب الله في ساعات قليلة على معظم أنحاء بيروت يوم الجمعة الماضي، وهو ما عكس بالنسبة لشخصيات من تيار المستقبل تفوق قدرات حزب الله العسكرية وإمكانية حسمه أي صراع سياسي داخلي بالقوة، وبالتالي أهمية تشكيل قوة عسكرية "سنية" موالية لتيار الأكثرية. وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين"، قال فادي هوشر القائد الميداني لـ"أفواج الشمال" في معارك طرابلس (شمال) الأخيرة بين المناطق السنية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية: "لن نتخلى عن سلاحنا بعد اليوم.. سلاحنا شرفنا".ويطلق "أفواج الشمال" على ما يعرف بالجناح المسلح لتيار المستقبل (الموالاة)، وهو الذي يعد حتى اللحظة غير موجود بفاعلية كبيرة على أرض الواقع. "نبني جيشا"! وأضاف هوشر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "نحن اليوم مشروع مقاومة حزب الشيطان (حزب الله) في لبنان، فلينتظروا منا المفاجآت، لا أريد أن أفصح عنها سأتركها للأيام، لن نقبل بعد اليوم إلا أن يكون لنا جيش، سمّوه جيش 14 آذار.. سمّوه جيش السنة.. سمّوه ما شئتم.. نحن نبني جيشا بسبب المعادلة التي فرضوها علينا". وبحسب هوشر فإن "أفواج الشمال" لا تعد جيشا أو ميليشيا، بل هي بمثابة "مقاومة شعبية" نشأت ردا على ما اعتبره "تمادي المشاريع الإيرانية في لبنان التي يجسدها حزب الله"، لافتا إلى أن تيارات إسلامية كانت قريبة من المعارضة قاتلت إلى جانب الأفواج في معارك طرابلس في إطار المواجهات الأخيرة بين الجانبين. وقال: "الكثير من السنة يرون أنهم يتعرضون لـ(حرب إلغاء في لبنان) خاصة بعدما تبين لهم أن مخابرات سورية موجودة بكامل عتادها تقاتل إلى جانب العلويين في طرابلس". واتهم هوشر حزب الله بتزويد "الحزب العربي الديمقراطي" اللبناني المدعوم من المعارضة والذي يتركز في جبل محسن بأسلحة "لقصف أحياء التبانة والقبة (ذات الغالبية السنية)" في منطقة طرابلس خلال الأيام الماضية. بدوره صرح النائب اللبناني السني السابق خالد الضاهر بأن نحو 50 شخصية من "صقور القيادات الإسلامية" اتفقوا في اجتماع عقدوه مساء الثلاثاء على القيام بعمل لمواجهة ما أسموه "انقلاب ميليشيا حزب الله"، وذلك من خلال حملة تصعيدية. ولم يعط مزيدا من التفاصيل. وعن نوعية السلاح الذي من الممكن أن يمتلكه ما سيعرف بـ"جيش السنة"، قال الضاهر: "سيكون عندنا السلاح الكافي لمكافحة هؤلاء الذين استباحوا بيروت وكل الناس تمدنا بالسلاح". تعبئة الشارع السني في الوقت نفسه، قامت شخصيات قيادية في التيار السلفي في الأيام الماضية بتعبئة الشارع السني ضد حزب الله عقب أحداث بيروت الأخيرة. وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" يقول داعي الإسلام الشهال، رئيس جمعية الهداية والإحسان (سلفية): "دعونا إلى تعبئة في كل المناطق اللبنانية نفسيا ولوجستيا"، مشيرا إلى أن "مجموعات بدأت تتشكل كل في منطقته لتكون في النهاية مجموعة دفاعية واحدة تلتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية". ولم يستبعد الشهال أن يتم تشكيل "ميليشيا" على طريقة حزب الله "إذا دعت الضرورة لذلك". ومن جانبه قال قائد "أفواج الشمال" الرائد المتقاعد نبيل سمرجي لـ"إسلام أون لاين": "لن نسمح بعد اليوم أن تنتهك حرماتنا في بيروت، ولا في أي مكان آخر، كما لن نسمح أن نبقى دون تسلح لأن ما حدث كان أمرا فظيعا ولا يمكن السكوت عليه". "معركة وجود" وأضاف: "نخوض معركة وجود للسنة أمام من يريد أن يقضي على مشروع الدولة في لبنان.. معركتنا اليوم هي مواجهة الهجمة الإيرانية السورية". ويتهم تيار الموالاة حزب الله ومن ورائه إيران بـ"شن حرب على لبنان لتحويله إلى دولة شيعية ضمن هلال شيعي كبير". وترى قيادات من تيار المستقبل أن "ما حدث من سيطرة جزئية لحزب الله على بيروت ليس إلا حلقة من حلقات متتالية، وفق برنامج كامل لتصفية السنة والسيطرة على لبنان". واندلعت الأزمة الجديدة نهاية الأسبوع الماضي بعد قرار الحكومة حظر شبكة اتصالات حزب الله، وإبعاد مدير أمن مطار الحريري العميد وفيق شقير المقرب من حزب الله، على خلفية اتهامات للحزب بتركيب كاميرات مراقبة بالمطار. أين السلاح؟ ورصد مراسل "إسلام أون لاين" في الأيام القليلة الماضية أن الحرص على اقتناء السلاح بات الهاجس الأول عند كثير من السنة. واعتبر أحد الإسلاميين في حديثه لـ"إسلام أون لاين" أن مشكلة السنة دائما هي "الاستخفاف بالسلاح وعدم الحفاظ عليه"، ملقيا باللوم على القيادات الإسلامية السنية. وقال المصدر ذاته الذي فضل عدم ذكر اسمه: "ليس لدينا قادة.. دفعونا لترك السلاح، فعام 1986، لم يستطع الجيش السوري دخول مدينة طرابلس إلا بعد أن طلب الشيخ سعيد شعبان أمير حركة التوحيد (التي تتركز في طرابلس) من المسلحين وقتها تسليم أسلحتهم بناء على وعد من السوريين بعدم التحرش بأحد، لكنهم نكثوا وعدهم". وتشمل حركة التوحيد الإسلامي التي أسست سنة 1982 فصائل قومية ويسارية سابقا، وقد سيطرت هذه الحركة على مدينة طرابلس ما بين 1982 و1985 وشكلت ما يشبه إمارة إسلامية في المدينة قبل أن تتراجع مع الدخول العسكري السوري إلى طرابلس. ويضرب المصدر مثالا آخر لما يعتبره استسلام قادة السنة قائلا: "في الجنوب عام 2000 عندما حلّت الجماعة الإسلامية (تيار الإخوان) جناحها العسكري المعروف بـ"قوات الفجر" تحت ضغط السوريين، سيطر الشيعة على الجنوب وطردوا السنة من قراهم، بل شيعوا بعضهم". وأضاف: "تعلمنا الدرس، ولن نسمح بعد اليوم بأن يدفعنا أحد للتخلي عن السلاح، سلاحنا هو حياتنا، سنبيع كل ما نملك لشراء السلاح ولن نسمح لأحد باختزالنا أو ترحيلنا". |